الطريق إلى الجنة-3

الطريق إلى الجنة-3
الخطوة الثالثة

الحمد لله الذى جعل جنات الفردوس لعباده نزلا ، ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلا ، وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا ، والصلاة والسلام على محمد عبده ورسوله بعثه للإيمان مناديا ، وإلى دار السلام داعيا

أما بعد

فقد تكلمنا عن الحور العين ولكننا لم نعرف لماذا سميت بهذا الاسم ؟
الحور : جمع حوراء ، وهى المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين فتقال عين حوراء إذا اشتد بياض أبيضها وسواد أسودها ولا تسمى المرأة حوراء حتى تكون مع حور عينها بياض لون الجسد وقال عنهن الله سبحانه وتعالى :" وعندهم قاصرات الطرف عين" أى أنهن قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى غيرهم وقال عنهم تعالى :" كأنهن الياقوت والمرجان" أى أراد صفاء الياقوت فى بياض المرجان وقال تعالى فى وصفهن :" حور مقصورات فى الخيام" أى أنهن محبوسات على أزواجهن لا يرون غيرهم وهم فى الخيام وقد تقدم وصف النسوة الأول بكونهن قاصرات الطرف وهؤلاء بكونهن مقصورات والوصفان لكلا النوعين فإنهما صفتا كمال فتلك الصفة قصر الطرف عن طموحه إلى غير الأزواج وهذه الصفة قصر الرِّجل على التبرج والظهور للرجال وقال تعالى فيهن :" فيهن خيرات حسان" أى خيرات الصفات والأخلاق والشيم حسان الوجوه وفى قوله تعالى :" لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان" إعلام بكمال اللذة بهن فإن لذة الرجل بالمرأة التى لم يطأها سواه لها فضل على لذته بغيرها وكذلك هى أيضاً وكذلك قال عنهن تعالى :" وكواعب أتراباً" ونرجوا أن تبحثوا عن معناها لضيق المساحة ولعموم الفائدة.

أما يا أختاه فقد أشرنا أننا سنوضح بإذن الله كيف أنك أفضل من الحور العين فى الجنة فنذكر جزءاً من حديث أم سلمة -رضى الله عنها- مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- قالت :"قلت يا رسول الله نساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال : بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة ، قلت : يا رسول الله وبم ذلك ؟ قال : بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله تعالى ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير بيض الألوان خضر الثياب صفر الحلىّ مجامرهن(إناء أو أداة يوضع فيه البخور ) الدر وأمشاطهن الذهب يقلن : ونحن الخالدات فلا نموت  ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً ونحن المقيمات فلا نظعن ( نرحل ) أبداً ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً وطوبى لمن كنا له وكان لنا ، قلت : يا رسول الله المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها ؟ قال : يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهن خلقاً فتقول إى رب إن هذا كان أحسنهن معى خلقاً فى دار الدنيا فزوجنيه ، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة"

عن على رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن فى الجنة لمجتمعاً للحور العين يرفعن بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قال يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له"

وقال عائشة رضى الله عنها :" إن الحور العين إذا قلن هذه المقالة أجابهن المؤمنات من نساء الدنيا : نحن المصليات وما صليتن ونحن الصائمات وما صمتن ونحن المتوضئات وما توضئتن ونحن المتصدقات وما تصدقتن قالت عائشة : فغلبنهن " والله أعلم.

وعن ابن أنعم عن حبان بن أبى جبلة قال :" إن نساء الدنيا من دخل منهن الجنة فضلن على العين بما عملن فى الدنيا"

وروى مرفوعاً :" إن الآدميات أفضل من الحور العين بسبعين ألف ضعف"

أخى..أختاه..انتهت السطور ولم ينته الكلام عن الحور وعن صفات حسنهن وعن التخيل فى التعامل معهن وسنذكر معها إن شاء الله صفات الحسن فى نساء الدنيا

هذا وبالله التوفيق
اللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قول وعمل